“السودان على مفترق طرق: هل ينجح في إعادة الإعمار أم يواجه خطر الانهيار؟”
مع اقتراب السودان من مرحلة ما بعد الصراع، يتزايد الاهتمام الدولي بجهود التعافي وإعادة الإعمار. وأعلن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) عن وصوله إلى السودان كأول جهة دولية تستعد للمساهمة في إعادة البناء والتنمية، بالتزامن مع تحركات حكومية مكثفة لتعزيز التعاون مع الشركاء الدوليين.
أكد عضو مجلس السيادة، الفريق إبراهيم جابر، خلال لقائه بالأمين العام المساعد للأمم المتحدة، عبد الله الدردري، التزام الحكومة السودانية بتوفير بيئة عمل مناسبة للمنظمات الدولية، لضمان تنفيذ مشاريع التنمية والاستقرار الاقتصادي بفاعلية.
_ مواجهة التحديات المناخية لتحقيق التنمية المستدامة :-
يحتل السودان مرتبة متقدمة بين الدول الأكثر تأثرًا بتغير المناخ، حيث يصنف في المرتبة الثامنة عالميًا من حيث القابلية للتأثر بالمناخ، وفقًا لمصفوفة مبادرة التكيف العالمية لجامعة نوتردام. هذه التحديات تعرقل جهود التنمية والأمن الغذائي، مما يستدعي تدخلًا عاجلًا لتعزيز القدرة على التكيف البيئي ودعم الاستثمارات المستدامة.
في هذا السياق، افتتح السودان غرفة الإنذار المبكر في مدينة بورتسودان، بتمويل من الوكالة الإيطالية للتنمية، بالتعاون مع منظمة “CIMA” البحثية. كما استضاف ورشتي عمل لتعزيز قدرات الإنذار المبكر، بالتعاون مع الأمم المتحدة ومنظمات دولية متخصصة، لضمان استجابة سريعة للكوارث الطبيعية.
_ التحديات السياسية تهدد مسار التعافي :-
رغم التقدم في جهود إعادة الإعمار، يواجه السودان تحديات سياسية مع إعلان مليشيا الدعم السريع وقوى سياسية متحالفة معها توقيع ميثاق سياسي في نيروبي، يهدف إلى تشكيل حكومة موازية في المناطق التي يسيطرون عليها.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن قلقه من أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى تفتيت البلاد وزيادة حالة عدم الاستقرار. وحذر من أن تشكيل حكومات موازية قد يفاقم الأزمة ويعرقل جهود السلام.
_ السودان بين الفرص والتحديات :-
تعتمد قدرة السودان على تجاوز هذه المرحلة الحرجة على تبنيه رؤية شاملة تقوم على ثلاثة محاور رئيسية: تعزيز الشراكات الدولية، مواجهة التحديات المناخية، وضمان استدامة الموارد الاقتصادية.
رغم الأزمات السياسية والاقتصادية، فإن السودان يمتلك فرصة حقيقية لإعادة البناء وتحقيق الاستقرار. لكن يبقى السؤال: هل يستطيع السودان تجاوز العقبات وتحقيق التعافي، أم أنه يواجه خطر الانزلاق إلى مزيد من الأزمات؟