رواية دقة قلب – الفصل الثالث
بقلم مها الزاكي
مر أسبوع فيهو ما شفت عامر و لا حتى لمحتو بالغلط ، بقيت زي الرايحه لي حاجه، صاح انا بتوتر و بتهرب منو بس برضو عايزا أشوفو ان شاء الله من بعيد ساي ، في يوم جمعه كدا جاتني ياسمين، فرحت شديد بجيتها دي ، قالت لي جينا لـ ناس خالي عابدين و قلت أجي اشوفك ، قلت ليها عابدين محجوب؟ أبو ناس سامر؟
قالت لي آيي بتعرفيهو صح؟ ساكنين في الحي التاني، قلت ليها آيي بعرفهم بس اتفاجأت انهم أهلك ما حصل جبتي لي سيرتهم! قالت لي آيي لأنو ما حصلت مناسبه، المهم مشيت عملت ليها الشاي و أمي جات سلمت عليها و طلعت ، قعدنا نتونس كدا لحدي الساعه 5 مسا، بعديها أمها اتصلت عليها و قالت ليها تعالي نحنا حنمشي بعد دا ، ياسمين قالت لي دي أمي قالت اجي حنرجع البيت بعد دا، قلت ليها ما شبعت منك والله كنت عايزاك تقعدي اطول فتره معاي، قالت لي يا زوله نحنا بنشوف بعض يومياً عدا الجمعه و السبت ، نسيتي اننا بنقرِي في مدرسه وحده 😂؟ المره دي تعاليني انتي في بيتنا و خلي الإفترى ما معقوله الزمن كلو أجيك انا و انتي لا! ، قلت ليها ان شاء الله بجيك يوم ، المهم طلعت معاها عشان اقدمها و مفروض حدي يكون باب الشارع بس الونسه جرت و الكلام جاب الكلام و مشيت معاها مسافه كدا لحدي الميدان ، اثناء ما نحنا بنتكلم كدا، جانا سامر و شكلو ماشي يلعب كوره في الميدان، وقف سلم علينا و قال لينا بإستغراب انتوا بتعرفوا بعض؟ عاين لـ ياسمين و قال ليها مها دي صحبتك القلتي ماشه ليها؟ قالت ليهو آيي ، قلت ليهو اتخيل! انا ذاتي اتفاجأت لمن عرفت انك ولد خالها مع انو هي صحبتي من أيام الجامعه بس أول مره اعرف انكم أهلها! قال لي بالجد دي مفاجأه و اجمل مفاجأه كمان و شنو يا زوله انتي مختفيه كدا لا حس لا خبر ؟
قلت ليهو والله انا موجوده لكن انت العامل اخفاء ظهور ، قال لي مشغوليات مشغوليات والله، قلت ليهو ربنا يسهل ، المهم اتونس معانا شويه كدا و مشى و انا ذاتي ح ارجع بعد دا ، ودعت ياسمين و مشيت منها، قبل ما أصل بيتنا عامر ظهر قدامي و اظنو ذاتو ماشي الميدان ، شوفتو وقفت لي قلبي حسيت نفسي لي سنه ما شفتو ما بس اسبوع، جاني شعور حلو خلاص ما قادره أوصفو بس الأكيد انو الفرحه كانت ظاهره علي ، قلت ليهو بالهفه ما قدرت أخفيها عامر كيفك؟
قال لي تمام و طوالي اتحرك من جنبي ، اقسم بالله ندمني على سؤالي، دي كانت أول مره أبادر فيها و اسأل عن زول هو متجاهلني أو اصلاً ما شايفني ، بس الغلط غلطي أكيد هو فهمني غلط و أكيد قال عني بت خفيفه و قليلة أدب عشان كدا قطعها معاي ، احتقرت نفسي شديد و قلت انا ما كدا ، من متين يا مها بتجري ورا ولد و من متين بتتبسطي لمن تشوفي ولد!؟ انا ما كنت كدا بس ما عارفه الحاصل لي شنو! و مع عامر تحديداً ….رجعت البيت و انا لسه بفكر في التغير الحصل لي ، قعدت مع نفسي و راجعت الفات كلو ، لمره وحده بس كنت صريحه مع نفسي و لأول مره اعترفت بيني و بين نفسي….اني بحبو…..ايوه بحب عامر ، بس هو أكيد ما ببادلني نفس الإحساس و دا واضح من تصرفاتو ، بالجد يعني انا مهما كنت بحبو و ما قادره امنع نفسي أو اتحكم في احاسيسي برضو ما ح أصغر نفسي مقابل ولا شي ، مدام هو ما عايز يشوفني و ما عايز أي كلام معاي اذاً انا ذاتي ما ح اقلل من نفسي قدامو ، شكلو التغير المفاجئ دا عندهم وراثه في الأسره ، اول شي اختو ريان و تاني شي هو ، بس على كيفهم 💔
فوق الأسبوع دا مروا أسبوعين و انا عامر دا عديل بقيت لا بتكلم معاهو لا عندي بيهو شغله ، لو شفتو قدامي بعمل نفسي ما شايفاهو ، المهم يوم كنت طالعه من بيتنا و ماشه على الموقف ، شفت رجاء واقفه جنب باب بيتهم صبحت عليها و كنت ح امشي بس شفتها مقلقه كدا ، قلت ليها خير مالك مقلقه كدا؟
قالت لي من قبيل رسلت حمودي للدكان و لـ هسي ما جا الولد خوفني عليهو ، طبعاً هي حامل و اظن في الشهر السابع أو التامن عشان كدا قلت ليها طيب ح اشوفو ليك، قالت لي كدا بنأخرك ، قلت ليها لا لا ما بتأخر الزمن لسه بدري ، خليتها واقفه و مشيت لدكان مصطفى و كالعاده لقيتو نايم ، قلت معناها حمودي مشى دكان مُبشر ، مشيت ليهو هناك ، لمن شفتو قلت ليهو حمودي أمك من قبيل بتفتش عليك سريع امشي ليها، قال لي دقيقه خليهو يديني بسكويت و لبن بدره ، مُبشر قال لي مالك ما بتسلمي يا مها! طبعاً استغربت هو عرف اسمي من وين! و انا اساساً ما قاعده أجي دكانو دا، طبيعي انا اعرف اسمو لأنو بتاع دكان و اسمو بكون متداول بين الناس بس هو عرف اسمي من وين؟
قلت ليهو بقرف كدا كنت مستعجله ، قال لي ما مشكله المهم انتي كيف؟
قلت ليهو عليك الله يا مُبشر مشي الولد دا لأنو أمو منتظراهو ، قال لي طلباتك أوامر ، أدى حمودي اللبن و البسكويت و هو طوالي طلع كنت طالعه وراهو بس مُبشر وقفني ، قلت ليهو في شنو؟
قال لي عايز اسألك البيت الجنبكم داك سيدو ما عايز يأجرو؟
قلت ليهو ما عارفه ، قال لي عليك الله اسأليهو لي عندي ناس قرايبي قالوا لي فتش لينا بيت و زي ما عارفه في الزمن دا صعب الواحد يلقى ليهو بيت كويس و…..قبل ما يقول حرف واحد زياده عامر جا داخل و معاهو حمودي، بعد اسبوعين دي اول مره اشوفو فيها و اول مره اقدر أخت عيني في عينو بس في غضون ثواني زحيت عيوني منو و انا ما قادره اتحكم في نفسي و في الأحاسيس البتجيني بعد كل مره اشوفو فيها ، حسيت نفسي مفضوحه قدامو ، افتكرتو حيسلم علي بس ما قال ولا شي غير يا مُبشر هاك أديني اتنين بسكويت زياده ، و انا طوالي اتحركت من جنبو لمن وصلت باب الدكان مُبشر قال لي ما تنسي موضوعنا يا مها ، هزيت ليهو راسي و طلعت منهم….
____________________________
قدر ما حاولت اتجاوزها و اشيلها من بالي ما قدرت ، قدر ما حاولت انزع الإحساس الجواي تجاها ما قدرت ، فكرت انو بعادي عنها انسب حل و اتخيل لي انو لو عاملتها بطريقه جافيه و اتعودت على المعامله دي ح اقدر اشيلها من بالي بسهوله بس حصل العكس و كل مره شوقي ليها و لهفتي عليها بتزيد ، ما اكذب يوم شفتها جنب باب بيتنا و هي طالعه انبسطت شديد ، اتمنيت لو يقيف الزمن في اللحظه ديك ، قربت اتهور و اتكلم معاها و اسألها عن احوالها بس اتذكرت و منعت نفسي و المره دي هي السألتني كيفك!؟ دخلت جوه و قلت ليها و انا ماشي: الحمدلله من غير ما إتلفت و أعاين ليها، لأني عارف انو هي نقطة ضعفي و هي الوحيده القدرت تستولي على تفكيري كلو ، من يومها ما شفتها إلا بعد اسبوع كانت واقفه جنب الميدان مع صحبتها تقريباً وقفتها دي ضايقتني شديد خاصة انو الميدان كان ملان أولاد و اضايقت شديد و وصلت لـ حد الغضب لمن شفت سامر جا وقف معاهم و كان اكتر شي بتكلم معاها هي ، اتمنيت امشي عليهم و انهي النقاش البيناتهم ، اتمنيت اقدر أخفيها و ما أخلي زول غيري يشوفها ، بعد ما سامر مشى هي كمان اتحركت من مكانها و كانت ماشه بيتهم لمن جات ماره بجنبي قالت لي “عامر كيفك “؟
جملتها دي جهجهتني حتى اسمي بحسو مختلف لمن تنطقو هي ، لو ما اتمالكت نفسي و قدرت اتحكم في غضبي كنت ح اقول ليها ما كويس خالص….كنت ح اشاكلها و اطلع كل غضبي و زهجي منها عليها، كنت ح اعاتبها و اسألها ليه كانت واقفه في الميدان بالطريقه دي و مع سامر ، بس بأي حق؟ خليكم من دا هي اساساً انا بالنسبه ليها ولا شي فكيف حتقبل اسئله زي دي مني؟
بالجلاله قدرت افتح خشمي و كلمة “تمام ” هي الوحيده القدرت عليها و بعديها مشيت طوالي و إلا ما كنت ح افلح تاني في اخفاء غضبي و ضيقي منها ، بعد اليوم دا انا ما شفتها تاني ، كذا مره بقيت أطلع بدري عشان ألاقيها أو ألمح طيفها بس ما حصل 💔 اسبوعين و انا حارس الشارع بس ولا بالغلط لمحتها ، لحدي ما يوم كنت طالع شفت رجاء اختي واقفه جنب الباب و واضح انها مقلقه، قلت ليها في شنو مالك واقفه جنب الباب؟
قالت حمودي دا رسلتو الدكان من قبيل و لهسي ما جا و مها مشت لحقتو و هي ذاتها للحظه دي ما جات ، قلت ليها طيب ح امشي اشوفو و قلت دي فرصتي عشان اشوفها، المهم مشيت و من شفت مصطفى بلف في لحافو عرفت انهم مشوا دكان مُبشر فطوالي مشيت عليهم هناك لمن قربت من الدكان ، حمودي جا طالع منو و لمن شافني جاني جاري، قلت ليهو ليه اتأخرت كدا؟ قال لي ما دا بتاع الدكان ما أداني سريع لكن مها خلتو يمشيني سريع ، قلت ليهو هي وينا؟ قال لي جوه الدكان ، انا اساساً ما كنت عايز حاجه من الدكان بس دخلت عشان أشوفها، حسيت الزمن وقف لمن عيني وقعت في عينها، كأني بحاول أروي عيوني بشوفتها و أبل شوقي ليها ، للمره التانيه كنت ح اتهور و اتكلم معاها بس اتذكرت تصرفاتها و وقفتها مع سامر و الحقيقه المُره انا ما بعني ليها شي فـ بالتالي ماف شي يخليني الزمن كلو اسألها انتي كيف! ما عرفت اعمل شنو بعديها و انا اصلاً في لحظة ضعف و استسلام دخلت عشان أشوفها فما لقيت نفسي إلا و انا مادي لـ مُبشر القروش و بقول ليهو أديني اتنين بسكويت، هي طوالي طلعت و قبل ما تمشي بعيد مُبشر قال ليها ما تنسي موضوعنا يا مها! !، لمن قال كدا انا شياطين الدنيا دي كلها وقفت في فوق راسي ، بعد ما هي مشت قلت لـ مُبشر موضوع شنو البينك و بينها؟
ضحك و قال لي و انت مالك يا زول غيران ولا شنو؟قلت ليهو ما كدا بس غريبه كونو يكون في موضوع بينك و بينها و انتوا اصلاً ما بتعرفوا بعض معرفه كويسه كدا! قال لي بعد دا كلو في موضوع بيناتنا 😂
كأنو قاصد يرمي حطب على النار الجواي ، عرفتو ما حيتكلم فـ سقت حمودي معاي و رجعتو لأمو و طلعت لشغلي حتى من غير ما اشرب الشاي و انا زهجان و قرفان من الدنيا و الفيها….
__________________________
اثناء ما انا بدرس في حصتي و متلفته على السبوره سمعت طالبه قالت بصوت واطي شويه : الفقر دي حتطلع متين ياخ؟كنت شاكه انو دي البت الإسمها لجين لأنها اكتر طالبه لئيمه و متعجرفه ، حأكون ظلمت نفسي و قللت من شأني لو سكت المره دي كفايه علي السكات السكتو في التلات أسابيع دي قدر ما حاولت اكون لطيفه معاهم و اقرب منهم ما قدرت و محاولاتي كلها فشلت و دا الخلاهم يحاقروني و يستخفوا بي ، ضربت الطبشيره في السبوره لحدي ما اتكسرت و إتلفت عليهم و انا وصلت حد الغضب، قلت ليهم سريع منو القالت كدا؟ طلعوها لي و إلا والله ما يحصل خير، الفصل كلو سكت ساي و واضح انهم ما خايفين مني لأنو كان في ابتسامه ساخره على وشوشهم، ولا كذبت طلعت و جيتهم راجعه بخرطوش ، قفلت الفصل و بديت دق من طرف اقسم بالله اليوم داك فضيت كل زهجي و غضبي منهم ، لمن انتهيت منهم الفصل كلو كان ببكي، طلعت منهم و انا زهجانه شلت شنطتي و طوالي طلعت من المدرسه حتى من غير ما انتظر ياسمين، بعد ما وصلت بيتنا حتاً هي اتصلت علي و حكيت ليها الحصل، قالت لي اصلاً انا من البدايه كلمتك و قلت ليك احسن تحسمي الفوضى دي قبل ما قلة أدبهم تزيد بس العملتيهو كويس و برد لي قلبي ، اتكلمنا شويه و قفلنا على كدا ، طبعاً أبوي لمن شافني جايه زهجانه كدا ناداني و سألني عن الحاصل فطوالي حكيت ليهو ، قال لي عادي حاجات زي دي بتحصل، التعامل مع الطلبه زي تربية الأطفال محتاج حكمه و صبر، قلت ليهو انا صبرت بما فيه الكفايه يا أبوي و قدر ما إتلاطفت معاهم لسه بستخفوا بي! قال لي الحل في المعامله الوسط ، زي تكوني لينه في مواطن و قاسيه في مواطن تانيه بس ما تسكتي الزمن كلو و ما تقسي الزمن كلو، بس انا شايف انك تقعدي معاهم براحه و تشوفي مشكلتهم شنو ، يمكن هم مشكلتهم مع الماده ما معاك انتي شخصياً ، قلت ليهو طيب بحاول يا أبوي ، المهم دخلت استحميت و طلعت صليت الضهر، أمي كانت نايمه و سراج ما موجود، ختيت تلفوني في السرير و مشيت المطبخ عشان أفطر و اعمل لي شاي ، بعد ما فطرت و عملت الشاي شلت كبايه وديتها لأبوي و انا شلت كبايتي دخلت بيها غرفتي، لمن وصلت تلفوني لقيت مكالمات كتيره من ياسمين، قبل ما ارجع ليها سمعت صوت ضرب شديد على الباب، اقسم بالله لمن انهجمت و أمي الكانت نايمه صحت من شدة ما الصوت عالي، لبست توبي و كلنا قمنا جاريين على الباب و أبوي شغال يقول اللهم اجعلو خير…..
*وعُمري بعينَيكَ يزهو فعيناكَ أهلي وأوطانُ شتّى وإنّي أُحبّك حتّى يواري فؤادي الترابُ وما بعدَ حتّى 💜*
————————————–
———————
☆يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع☆☆
بــــــــــــــيــــــــــــــــــــجــــــــــــــة