“دماء في كل مكان.. أسرار الليلة السوداء في أم درمان”
في مشهد مأساوي جديد يعكس حجم المعاناة التي يعيشها المدنيون في السودان، أعلنت شبكة أطباء السودان عن ارتكاب مليشيا الدعم السريع لجريمة مروعة بحق سكان حي الصالحة جنوب مدينة أم درمان، أسفرت عن مقتل 31 شخصًا، بينهم عدد من الأطفال والنساء. وتعد هذه الحادثة واحدة من أبشع الانتهاكات التي شهدها السودان في الفترة الأخيرة، مما أثار موجة غضب واسعة داخليًا وخارجيًا.
_ تفاصيل الهجمات الدامية على المدنيين العزل :-
أوضحت شبكة أطباء السودان في بيان رسمي أن الهجمات التي استهدفت حي الصالحة جاءت ضمن سلسلة طويلة من الانتهاكات التي ترتكبها مليشيا الدعم السريع بحق المدنيين الأبرياء. حيث قامت المليشيا بشن هجمات ممنهجة على الأحياء السكنية، دون أي تمييز بين الأطفال والشيوخ والنساء، مما أسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا وتدمير واسع للبنية التحتية.
وأضافت الشبكة أن الجثث التي تم إحصاؤها حتى لحظة إعداد التقرير، تنوعت بين أطفال ونساء ورجال، مما يؤكد الطبيعة الوحشية للجريمة والانتهاك الصارخ لكل القوانين والأعراف الإنسانية والدولية.
_ مطالبة بتحرك دولي عاجل لحماية المدنيين :-
طالبت شبكة أطباء السودان في بيانها المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية عبر التحرك العاجل لإدانة هذه الجرائم المروعة والعمل الجاد على حماية المدنيين في مناطق النزاع. وشددت الشبكة على أن الصمت الدولي المستمر تجاه هذه الجرائم لا يؤدي إلا إلى تشجيع المليشيات المسلحة على ارتكاب المزيد من المجازر دون خوف من المساءلة أو العقاب.
كما أكدت الشبكة التزامها الكامل بتوثيق كافة الانتهاكات التي تحدث في السودان، تمهيدًا لمحاسبة مرتكبيها أمام القضاء الوطني والدولي، مشيرة إلى أن الجرائم المرتكبة ضد المدنيين لن تسقط بالتقادم مهما طال الزمن.
_ أوضاع إنسانية متدهورة تهدد بكارثة :-
تشهد العاصمة الخرطوم ومحيطها أوضاعًا إنسانية كارثية مع استمرار أعمال القصف العشوائي والنهب والقتل الممنهج، وسط حصار خانق أدى إلى نقص حاد في الكوادر الطبية والمستلزمات العلاجية. وأشارت شبكة أطباء السودان إلى أن المستشفيات والمراكز الصحية أصبحت هدفًا متكررًا للهجمات، مما فاقم من معاناة الجرحى والمرضى وزاد من تعقيد الأوضاع الصحية في البلاد.
_ تحذير من كارثة إنسانية وشيكة :-
وفي ختام بيانها، حذرت شبكة أطباء السودان من وقوع كارثة إنسانية وشيكة إذا لم يتم التحرك السريع لوقف الاعتداءات وفتح ممرات آمنة لإجلاء المدنيين وتقديم الإغاثة الإنسانية. كما لفتت إلى أن عدد الضحايا مرشح للارتفاع في ظل استمرار الهجمات الوحشية وصعوبة الوصول إلى المصابين.
_ خاتمة :-
تُعد مجزرة حي الصالحة جرس إنذار جديد لحجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها السودان وسط صمت دولي مخيف، مما يستدعي تدخلًا فوريًا لحماية الأرواح البريئة ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم. ستبقى هذه المجازر وصمة عار في جبين المجتمع الدولي ما لم يتحرك بجدية لإنقاذ ما تبقى من أرواح في السودان المنكوب.