اتفاقيات السلام السودانية: الإنجازات والإخفاقات

عناصر من قوات الدعم السريع
عناصر من قوات الدعم السريع

اتفاقيات السلام السودانية: الإنجازات والإخفاقات

شهد السودان عبر تاريخه الحديث العديد من اتفاقيات السلام، التي هدفت لإنهاء النزاعات المسلحة المتكررة في دارفور، جنوب كردفان، النيل الأزرق، وجنوب السودان سابقًا. ومع أن بعضها أفضى إلى نتائج ملموسة، فإن كثيرًا منها لم يصمد طويلًا، إما بسبب غياب الإرادة السياسية، أو ضعف التنفيذ، أو تجاهل جذور الصراع الحقيقية.

محطات بارزة في مسار اتفاقيات السلام

  1. اتفاقية أديس أبابا 1972
    أنهت أول حرب أهلية بين الشمال والجنوب، ومنحت الجنوب حكمًا ذاتيًا. لكنها انهارت لاحقًا مع إلغاء النظام الفيدرالي عام 1983، مما مهد لاندلاع الحرب الثانية.
  2. اتفاقية نيفاشا 2005
    وقّعت بين حكومة البشير والحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة جون قرنق. ضمنت الاتفاقية حق تقرير المصير، وأدت لاحقًا إلى انفصال جنوب السودان في 2011. لكنها فشلت في تحقيق السلام الشامل داخل شمال السودان.
  3. اتفاق الدوحة 2011 لدارفور
    وقّعته الحكومة مع حركة التحرير والعدالة، وركّز على التنمية والتعويضات، لكنه لم يضم الحركات الكبرى مثل العدل والمساواة، وحركة عبد الواحد نور.
  4. اتفاق جوبا للسلام 2020
    جاء بعد الثورة، وضم عددًا من الحركات المسلحة من دارفور والمنطقتين. ركز الاتفاق على المشاركة في السلطة والثروة، وتوفير العدالة الانتقالية، ودمج القوات. لكنه واجه صعوبات في التنفيذ، خاصة في بند الترتيبات الأمنية، وعانى من ضعف التمويل والانقسام السياسي الداخلي.

الإنجازات التي تحققت عبر هذه الاتفاقيات

  • وقف إطلاق النار في عدة مناطق والتقليل من حدة المواجهات.
  • دمج بعض الحركات في مؤسسات الدولة، ما أتاح لها فرصة العمل السياسي بدلًا من العمل العسكري.
  • إدماج مطالب الهامش في الخطاب الوطني، خاصة ما يتعلق بالتنمية والخدمات.
  • دعم دولي للعملية السلمية وفتح المجال للمساعدات الإنسانية والتنموية.

الإخفاقات المتكررة وأسبابها

  1. التفاوض مع النخب فقط
    غالبًا ما تكون الاتفاقيات بين قادة الحكومة والحركات المسلحة، دون إشراك المجتمع المدني أو المجتمعات المتأثرة مباشرة بالنزاع.
  2. غياب آليات تنفيذ فعالة
    كثير من الاتفاقيات لم تحوّل إلى سياسات فعلية، وظلت حبرًا على ورق بسبب ضعف الإرادة السياسية أو انعدام الموارد.
  3. انقسام الحركات المسلحة
    الانشقاقات داخل الحركات، وظهور فصائل جديدة ترفض الاتفاق، يُضعف من فعاليته ويؤدي إلى تجدد القتال.
  4. تجاهل جذور النزاع الاقتصادية والاجتماعية
    لم تُعالج الاتفاقيات جذور التهميش والظلم التنموي، واكتفت بتقاسم السلطة دون إصلاح شامل للمؤسسات.
  5. تسييس السلام
    في بعض الأحيان، استخدمت الاتفاقيات كأدوات لإرضاء حلفاء سياسيين أو تقوية طرف معين على حساب آخر.

الطريق نحو سلام حقيقي وشامل

  • مشاركة القواعد الشعبية والمجتمعات المتضررة في كل مراحل التفاوض والتنفيذ.
  • الشفافية في بنود الاتفاق ومحاسبة أي طرف يعرقلها.
  • التركيز على التنمية المتوازنة وإعادة الإعمار في مناطق النزاع.
  • إعادة بناء المؤسسات الأمنية بشكل وطني ومحايد.
  • فتح حوار شامل لا يستثني أحدًا، بما في ذلك الحركات غير الموقعة والمجتمع المدني.

الكلمات المفتاحية (Keywords):
السلام في السودان، اتفاق جوبا، اتفاقية نيفاشا، الحركات المسلحة، دارفور، النزاع المسلح، العدالة الانتقالية، الترتيبات الأمنية

هاشتاقات (Hashtags):
#السلام_في_السودان #اتفاق_جوبا #نيفاشا #دارفور #الحركات_المسلحة #النزاع_السوداني #السودان

اضغط هنا للانضمام لقروبات الواتس آب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى