دور الأحزاب السياسية في تشكيل المستقبل السوداني

دور الأحزاب السياسية في تشكيل المستقبل السوداني
الأحزاب السياسية في السودان كانت ولا تزال فاعلًا رئيسيًا في رسم المشهد السياسي الوطني، سواء خلال فترات الديمقراطية أو في ظل الأنظمة العسكرية. لكنها اليوم، في ظل مرحلة انتقالية معقدة، تواجه تحديات جديدة تفرض عليها إعادة النظر في أدائها، هيكلها، وقدرتها على التعبير عن تطلعات المواطنين، خاصة فئة الشباب التي قادت الثورة.
خلفية تاريخية ودور تقليدي للأحزاب
منذ الاستقلال عام 1956، لعبت الأحزاب الكبرى مثل حزب الأمة القومي والحزب الاتحادي الديمقراطي، ثم لاحقًا الحركة الإسلامية والحزب الشيوعي أدوارًا محورية في تشكيل الحكومات والمعارضات، إلا أن هذه الأحزاب كثيرًا ما اتُّهمت بأنها تُدار بأسلوب نخبوي، وتعتمد على الولاءات الطائفية والقبلية أكثر من البرامج السياسية.
دور الأحزاب في مرحلة ما بعد الثورة
بعد ثورة ديسمبر 2018، كانت قوى إعلان الحرية والتغيير التي تضم عددًا من الأحزاب والكيانات السياسية، أحد أعمدة التغيير، وساهمت في التفاوض مع المجلس العسكري، وتشكيل الحكومة الانتقالية الأولى. غير أن أداء الأحزاب في المرحلة الانتقالية واجه كثيرًا من الانتقادات:
- ضعف التنسيق الداخلي بين مكوناتها
- انفصالها عن نبض الشارع بعد الثورة
- فشلها في تقديم برامج واضحة للحكم
أبرز التحديات التي تواجه الأحزاب السودانية اليوم
- أزمة الثقة مع الشارع
نسبة كبيرة من السودانيين، خصوصًا الشباب، ينظرون للأحزاب على أنها جزء من المشكلة وليست الحل، نتيجة تراكمات الأداء الضعيف، والمحاصصات، وغياب المواقف الحاسمة. - غياب الديمقراطية الداخلية
تعاني معظم الأحزاب من مركزية القرار، وغياب الانتخابات الداخلية، وسيطرة الزعامات التاريخية، مما يُضعف تجديد الدماء داخلها. - الانقسام والتشظي
لا تكاد تخلو أي ساحة حزبية سودانية من الانشقاقات والانقسامات، حتى داخل الحزب الواحد، ما أضعف تأثيرها في الشارع وفي التفاوض مع الأطراف الأخرى. - عدم امتلاك رؤى اقتصادية واجتماعية واضحة
كثير من الأحزاب لا تملك برامج واقعية وعملية لحل مشاكل السودان مثل التضخم، البطالة، التعليم، الصحة، أو العلاقات الخارجية. - تأثير التدخلات الخارجية
بعض الأحزاب تتعرض لضغوط أو دعم من أطراف إقليمية ودولية، ما يُضعف استقلالية قرارها، ويجعلها جزءًا من تجاذبات إقليمية.
الفرص المتاحة أمام الأحزاب لتشكيل المستقبل
- التحول إلى أحزاب برامجية بدلًا من أحزاب ولاءات، عبر إعداد سياسات مدروسة تلبي احتياجات المواطنين.
- الانفتاح على الشباب والنساء وتوسيع قاعدة العضوية، خاصة في المناطق المهمشة.
- العمل على التحالفات الوطنية لتجاوز الانقسام وتقديم جبهة موحدة أمام التحديات الكبرى.
- إعادة الثقة مع الشارع من خلال مواقف واضحة وشجاعة، والعمل وسط الناس لا من المكاتب.
- تبني الديمقراطية الداخلية عبر انتخابات دورية، وتمكين الكفاءات الجديدة من الوصول للقيادة.
الكلمات المفتاحية (Keywords):
الأحزاب السياسية، السودان، الانتقال الديمقراطي، قوى الحرية والتغيير، حزب الأمة، الشارع السوداني، المستقبل السياسي
هاشتاقات (Hashtags):
#الأحزاب_السودانية #الانتقال_الديمقراطي #السياسة_في_السودان #الشباب_والسياسة #ثورة_ديسمبر #قحت #السودان