مسار الانتقال الديمقراطي في السودان

مسار الانتقال الديمقراطي في السودان
يمر السودان بمرحلة سياسية دقيقة منذ سقوط نظام الإنقاذ في أبريل 2019، حيث بدأ ما يُعرف بـ”الانتقال الديمقراطي” الذي يأمل السودانيون أن ينقل البلاد من حكم شمولي عسكري إلى نظام مدني ديمقراطي تعددي. لكن هذا المسار ظل محفوفًا بالعقبات والانقلابات والانقسامات السياسية، ما جعل الكثيرين يتساءلون: هل الانتقال الديمقراطي في السودان يسير فعلاً نحو الديمقراطية أم أنه ما زال في دائرة الأزمة؟
بداية المسار: ثورة ديسمبر والاتفاق السياسي
انطلقت شرارة التغيير في ديسمبر 2018، حين خرج السودانيون مطالبين بالحرية والسلام والعدالة. وبعد أشهر من الاحتجاجات، سقط نظام البشير، وبدأت مرحلة انتقالية تقاسم فيها السلطة كل من قوى إعلان الحرية والتغيير والمجلس العسكري الانتقالي عبر “الوثيقة الدستورية” الموقعة في أغسطس 2019.
كان من المفترض أن تنتهي هذه المرحلة بقيام انتخابات عامة في غضون 3 سنوات، تُفضي إلى حكم مدني كامل.
أبرز معوقات الانتقال الديمقراطي
- الانقلاب العسكري في أكتوبر 2021
قام المكون العسكري بفض الشراكة مع المدنيين، ما أعاد البلاد إلى نقطة الصفر، وأدى إلى تعليق المؤسسات الانتقالية، وهو ما قُوبل برفض واسع من الشارع والمجتمع الدولي. - الانقسامات داخل القوى المدنية
لم تنجح القوى المدنية في الحفاظ على وحدة صفها، بل انقسمت إلى تيارات متعددة، وهو ما أضعف قدرتها على التفاوض أو إدارة المرحلة الانتقالية. - تدهور الوضع الاقتصادي
ساهم الغلاء، وغياب الاستقرار المالي، وارتفاع معدلات البطالة في زيادة الضغوط على الحكومة الانتقالية، وجعل الشارع أكثر قابلية للغضب والاحتجاج. - التدخلات الخارجية
بعض الدول الإقليمية والدولية تدخلت بطرق مباشرة أو غير مباشرة في الشأن السوداني، وهو ما عقد المشهد السياسي وزاد من تعقيد الاتفاقات الداخلية. - غياب العدالة الانتقالية
لم يُحاسب المسؤولون عن الجرائم التي وقعت خلال العهد السابق أو بعد الثورة، ما زرع الشك في نفوس الكثيرين بشأن جدية الانتقال نحو دولة القانون.
نقاط الضوء في الطريق
- الوعي الشعبي:
أبرز مكاسب الثورة هو ارتفاع مستوى الوعي لدى الشعب، خاصة فئة الشباب، الذين باتوا أكثر إصرارًا على رفض العودة إلى الحكم العسكري. - الدعم الدولي للانتقال المدني:
رغم التحديات، لا يزال المجتمع الدولي يضغط من أجل عودة المسار المدني، عبر الدعم الفني والتمويل المشروط بإصلاحات سياسية. - اتفاقيات السلام:
توقيع اتفاق جوبا للسلام في 2020 مع بعض الحركات المسلحة، وإن لم يكن كاملاً، إلا أنه يمثل خطوة نحو تسوية تاريخية لأزمة الحرب المزمنة.
مطلوبات نجاح الانتقال الديمقراطي
- إعادة بناء الثقة بين المدنيين والعسكريين ضمن إطار واضح يضمن مدنية الدولة.
- إجراء حوار وطني شامل لا يستثني أي طرف، بما فيهم الشباب والنساء.
- التحضير لانتخابات نزيهة وشفافة تحت إشراف دولي ومحلي.
- سن قوانين تكفل حرية التعبير والتنظيم، وتحمي الحقوق الأساسية.
- تطبيق العدالة الانتقالية لضمان عدم الإفلات من العقاب.
الكلمات المفتاحية (Keywords):
الانتقال الديمقراطي، الثورة السودانية، الحكم المدني، الوثيقة الدستورية، الانقلاب العسكري، قوى الحرية والتغيير، السودان
هاشتاقات (Hashtags):
#الانتقال_الديمقراطي #السودان #ثورة_ديسمبر #الحكم_المدني #الوثيقة_الدستورية #الحرية_السلام_العدالة #السودان_ينتفض