تحركات إقليمية متسارعة في السودان: زيارة رئيس المخابرات المصرية تحمل رسائل سياسية
زيارة ليست بروتوكولية فحسب
لا يمكن فصل زيارة رئيس المخابرات العامة المصرية، الوزير حسن محمود رشاد، إلى السودان عن السياقات الإقليمية المتشابكة التي تشهدها المنطقة.
ورغم أن الزيارة بدت في ظاهرها بروتوكولية، جمعت المسؤول المصري برئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، إلا أن التوقيت والموقع – مدينة بورتسودان – يضيفان بعدًا استراتيجيًا يعكس تحولات جارية في المشهد السوداني.
_ رشاد… “الرجل القوي” في توقيت حساس :-
تعد الزيارة هي الأولى من نوعها لرشاد إلى السودان منذ توليه منصبه في أكتوبر 2024، خلفًا للواء عباس كامل. وُصف رشاد آنذاك بـ”الرجل القوي”، حيث جاء إلى المنصب في لحظة سياسية معقدة تمر بها المنطقة العربية، خاصة مع تصاعد التوترات الإقليمية وتزايد الدور الأمني والسياسي لأجهزة المخابرات في صياغة المشهد العام.
_ السودان في قلب التحولات الإقليمية :-
شهد السودان خلال الأسابيع الماضية تغيّرات ميدانية لافتة، أبرزها استعادة الجيش السوداني السيطرة على القصر الجمهوري وأجزاء واسعة من العاصمة الخرطوم، وهو ما مهّد لعودة رمزية لمؤسسات الدولة في ظل صراع مستمر مع مليشيا الدعم السريع.
_ بورتسودان… منصة للتحالفات الجديدة :-
اختيار مدينة بورتسودان كموقع للزيارة ليس تفصيلًا عابرًا، إذ تحوّلت المدينة إلى مركز ثقل سياسي وعسكري منذ اندلاع الحرب، وأصبحت رمزًا للشرعية ومقرًا للسلطة المركزية المؤقتة، مما يجعل اللقاء فيها يحمل أبعادًا أمنية ودبلوماسية أوسع من مجرد التنسيق الثنائي.
_ تحرك مصري في ظل تصاعد النفوذ الإقليمي :-
زيارة رشاد تأتي ضمن تحرك مصري أوسع لإعادة تموضع القاهرة في المشهد السوداني، خاصة بعد ما أظهرته التحولات الأخيرة من إعادة تمركزات دولية وإقليمية داخل السودان، سواء من القوى الخليجية أو القوى الكبرى المهتمة بأمن البحر الأحمر والقرن الإفريقي.