معركة التطهير.. الجيش يحقق انتصارات حاسمة ويمضي نحو تحرير الخرطوم
خبير عسكري: تكتيكات متطورة وخطة شاملة لإنهاء التمرد
_ الجيش يوسع سيطرته في وسط الخرطوم :-
أحرز الجيش السوداني تقدمًا كبيرًا في معركة استعادة الخرطوم، حيث نجح في السيطرة على مواقع استراتيجية بعد إحكام قبضته على القصر الرئاسي. وتمكنت القوات المسلحة من فرض سيطرتها على مبنى البنك المركزي إلى جانب عدد من المنشآت الحيوية، بينما تواصل مليشيا الدعم السريع التراجع تحت ضغط العمليات العسكرية المتزايدة.
وأكد المتحدث باسم الجيش، العميد نبيل عبد الله، يوم السبت الماضي أن القوات المسلحة تواصل عملياتها المكثفة، مشيرًا إلى نجاحها في السيطرة على إدارة المرافق الاستراتيجية ومباني جهاز الأمن والمخابرات الوطني. وأوضح أن المواقع التي تمت استعادتها تشمل مقر المخابرات العامة، وفندق كورينثيا، والمتحف القومي، وكلية البيان، وقاعة الصداقة، وجامعة السودان، وعمارة زين، ومصرف الساحل والصحراء، وبرج الشركة التعاونية.
_ تحولات ميدانية كبرى :-
وفقًا للخبير العسكري، العميد (م) إبراهيم عقيل مادبو، فإن تحرير القصر يمثل نقطة تحول جوهرية في مسار العمليات العسكرية، حيث يفتح الطريق نحو تأمين المقرن وتوتي وربط وسط الخرطوم بالقيادة العامة ومطار الخرطوم. وأوضح أن هذه السيطرة ستخفف الضغط العملياتي على قيادة الجيش، مما يتيح له تنفيذ خطط عسكرية أوسع تشمل محاور شرق النيل ومحيط المنشية.
وأضاف مادبو أن الحرب الحالية ليست مجرد مواجهات متفرقة، بل هي سلسلة من المعارك التكتيكية المترابطة التي تسهم في تحقيق الأهداف الاستراتيجية الكبرى. وأشار إلى أن الجيش يخوض حربًا متعددة الجبهات ضد مليشيا مسلحة مدعومة خارجيًا، بالإضافة إلى أطراف داخلية تحاول استغلال النزاع لتحقيق أجنداتها السياسية.
_ إستراتيجية الجيش: عمليات متزامنة ومحاور متعددة :-
لفت الخبير العسكري إلى أن القوات المسلحة السودانية تبنت نهجًا عسكريًا مرنًا ومتعدد الجبهات، حيث تدور المعارك في الخرطوم وجنوبها، بينما تتحرك وحدات أخرى لتحرير المناطق المحيطة مثل الباقير والسديرة وجبل أولياء وأمدرمان الغربية. وفي الوقت ذاته، تخوض القوات المشتركة مواجهات حاسمة في دارفور وكردفان، ما أسهم في إنهاك المليشيا واستنزاف قدراتها.
وأوضح مادبو أن الجيش يعتمد على تكتيكات عسكرية متطورة تستفيد من خبرته الطويلة في الحروب، مشيرًا إلى أن استمرار العمليات على محاور متزامنة أربك خطط المليشيا، مما أدى إلى خسائر فادحة في صفوفها.
_ نهاية قريبة للتمرد؟
مع التقدم المستمر للجيش، تبرز تساؤلات حول قرب إعلان الخرطوم خالية من التمرد، حيث يرى مراقبون أن السيطرة على وسط المدينة تعني اقتراب الحسم العسكري. ووفقًا لمصادر عسكرية، فإن هناك خطة جاهزة لاستكمال تحرير الخرطوم وتأمينها بالكامل، تمهيدًا لإعادة الاستقرار إلى العاصمة.