مؤامرة نيروبي.. هل تصمد أمام إرادة السودانيين؟
تحركات الدعم السريع في كينيا تواجه رفضًا واسعًا
_ محاولات لإنشاء حكومة موازية :-
أثارت التظاهرة السياسية التي احتضنتها العاصمة الكينية نيروبي، والتي جمعت بين منسوبي قوات الدعم السريع وبعض القوى السياسية والشخصيات الإعلامية، ردود فعل واسعة داخل السودان. وأسفر هذا التجمع عن توقيع ما يسمى بـ”ميثاق التأسيس”، الذي يهدف إلى تشكيل حكومة في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع. غير أن الخطوة قوبلت بتشكيك واسع حول مشروعيتها وفرص نجاحها.
_ رفض محلي وإقليمي للمخطط :-
يؤكد القيادي الأهلي الملك يعقوب محمد الملك، ملك قريضة، أن هذه التحركات لا تعبر عن أهل دارفور، رغم أنها تُروج لذلك في ظاهرها. ويرى أن الحكومة الموازية المقترحة لن تحظى بقبول شعبي وستُوأد بيد أهل دارفور أنفسهم، مؤكدًا رفض أي مشروع يؤدي إلى تقسيم السودان.
من جهته، يرى الدكتور التجاني سيسي، رئيس السلطة الإقليمية السابق لولايات دارفور، أن الميثاق الذي تم توقيعه مليء بالتناقضات، مشيرًا إلى أن مجرد طرح الفكرة أدى إلى انقسام داخل مكون “تقدم”، أحد أبرز الكيانات الداعمة للدعم السريع. كما أشار إلى أن قوات الدعم السريع تواجه تحديات كبيرة، أبرزها العقوبات الأمريكية والمطالبات الدولية بتصنيفها كمنظمة إرهابية، مما يقلل من فرص الاعتراف الإقليمي والدولي بالحكومة الموازية.
_ فشل سياسي وعسكري :-
بحسب بحر إدريس أبو قردة، رئيس تحالف “سودان العدالة”، فإن تحركات نيروبي تأتي ضمن مخطط مدعوم خارجيًا لتعويض فشل قوات الدعم السريع ميدانيًا، لا سيما بعد تراجعها في الخرطوم وكردفان وفشلها في السيطرة على الفاشر. ويرى أن الإمارات وحلفاءها يسعون إلى إرباك المشهد السياسي بعد تعثر تحقيق أهدافهم.
_ الرهان على وحدة السودان :-
رغم الدعم الذي تحظى به مبادرة نيروبي من بعض القوى الإقليمية، إلا أن معظم المراقبين يجمعون على فشلها نظرًا لغياب التوافق الداخلي حولها، بالإضافة إلى الرفض الشعبي في دارفور وبقية ولايات السودان. ويرى المراقبون أن وحدة السودان تظل خطًا أحمر لن يسمح الشعب السوداني بتجاوزه، مؤكدين أن قوات الدعم السريع لن تتمكن من فرض واقع جديد عبر تحالفات خارجية.