معمر موسى يكتب.. البرهان بين الواقعية العسكرية وتحديات السياسة
بقلم: الناشط السياسي معمر موسى
كجنرال محترف
الفريق أول عبد الفتاح البرهان يظهر كجنرال عملي وواقعي، يعمل وفق ما هو متاح أمامه، بعيداً عن التزامات أو وعود تفوق إمكانياته وإمكانيات جيشه وبلاده. هذه الواقعية تجعله يركز على تنفيذ أي خطوات يراها ضرورية لتحقيق مهامه الكبرى، حتى لو بدت تلك الخطوات للبعض مثيرة للجدل أو خيانة، أو تحمل في ظاهرها جبناً أو تنازلاً. البرهان يدرك حجم التحديات التي تواجهه، ويتعامل معها بأسلوب عملي بعيداً عن الاستعراض أو التصعيد غير المدروس.
كرجل دولة وسياسي
على المستوى السياسي، يظهر البرهان كشخص سوداني بسيط، يتميز بالهدوء وبعيد عن التعقيدات الفكرية أو الطموحات السلطوية المتعاظمة. وضعه يشبه إلى حد كبير قصة رجل فقير قادته الصدفة إلى اكتشاف عرق ذهب، فتحول فجأة إلى رجل غني دون أن يبذل جهداً كبيراً في تحقيق هذه الثروة، وبالتالي لم يتولد لديه نفس الحرص في الحفاظ عليها.
لا يبدو البرهان حريصاً على السلطة بحد ذاتها، وهو ما يدفع البعض إلى إسقاط تصورات أخلاقية وفكرية كبيرة عليه، في حين أن الواقع يضعه كرجل عادي وجد نفسه في موقع قيادي نتيجة تطورات درامية لم يسعَ لها بنفسه.
قائد في ظرف استثنائي
وجود البرهان على رأس السلطة هو نتيجة طبيعية لدور الجيش في أوقات الطوارئ، حيث تصبح الجيوش هي السلطة السيادية بحكم الضرورة. ومع ذلك، فإن تقييم البرهان كقائد سياسي أو عسكري يجب أن يأخذ بعين الاعتبار الظروف الاستثنائية التي دفعته إلى هذا الموقع، بعيداً عن التوقعات المثالية أو الإسقاطات الفكرية.
في نهاية المطاف، البرهان يمثل نموذجاً لقائد يتعامل مع تعقيدات الواقع بمنطق عملي، بعيداً عن التطلعات الكبرى أو الخطابات الشعبوية، مما يثير الجدل حول أفعاله بين من يرون فيها براغماتية ضرورية، ومن يعتقدون أنها تفتقر إلى المبادئ.