أمدرمان.. المدينة الصامدة بين ذكريات التاريخ وصخب الدانات


تقرير: محمد جمال قندول

في رحلتنا إلى العاصمة الوطنية أمدرمان، مررنا بمدينتي عطبرة وشندي. ورغم طول الطريق، كانت الذكريات حاضرة بقوة، واصطبغت الرحلة بشجون الحنين إلى تاريخ هذه المدينة العريقة. تصدح في الأذهان كلمات الشاعر عبد المنعم عبد الحي التي تغنى بها أحمد المصطفى:
“أنا أمدرمان تأمل في نجوعي.. أنا السودان تمثل في ربوعي.. أنا ابن الشمال سكنت قلبي.. على ابن الجنوب ضميت ضلوعي.. أنا أمدرمان سلوا النيلين عني.”

مظاهر الحياة وسط الحرب

عند الوصول إلى أعتاب المدينة التي تقف بشموخ في وجه قذائف “الجنجويد” البربرية، تبدأ رحلتك عبر العديد من نقاط التفتيش. وفي قلب المدينة، تبدو الحياة نابضة في سوق الجرافة المزدحم بالمواطنين، حيث تتعايش مظاهر الحرب مع أوجه الحياة اليومية.

أحياء أمدرمان، لا سيما شارع الوادي، تنبض بالحياة والزحام، على الرغم من ويلات الحرب. عمرانٌ وأسواق تعكس صموداً استثنائياً، يبدو أنه نتاجٌ للتأمين المتقن الذي توفره القوات المسلحة والأجهزة النظامية.

ذاكرة النضال والإنجازات

في شارع الوادي، تتجدد الذكريات وأصداء كلمات النضال:
“أنا أمدرمان إذا ما قلت أعني… فما نيل المطالب بالتمني.”
هنا، حيث التمني تحقق بالتضحيات الكبيرة، يسجل التاريخ بطولات عضو مجلس السيادة ومساعد القائد العام، الفريق أول ياسر العطا، ومعه أبناء القوات المسلحة والأجهزة النظامية والمستنفرون، الذين كتبوا فصل الانتصار بتحرير أمدرمان القديمة.

جهود القادة العسكريين، ومنهم الفريق محمد عباس اللبيب، نائب مدير جهاز المخابرات، تركت بصمتها بوضوح، حيث التقى جيشا الوادي والمهندسين لرسم ملامح النصر.

عودة الحياة إلى طبيعتها

التقينا في شارع الوادي بـ”محمد حسين”، أحد المواطنين العائدين إلى أمدرمان بعد غياب في مصر دام أكثر من شهر ونصف. تحدث حسين عن استقرار الحياة في منطقة الثورات، حيث الأسواق والبقالات ممتلئة بالسلع والخضروات والفواكه، التي تُباع بأسعار أقل مقارنة ببقية ولايات السودان.

ووجه حسين رسالة إلى أبناء أمدرمان في الداخل والخارج، يدعوهم للعودة إلى مدينتهم، لا سيما سكان أحياء الروضة وأمدرمان القديمة، مؤكداً أن الحياة باتت ممكنة ومستقرة رغم التحديات.

أمدرمان، المدينة التي تأبى الانكسار، تظل رمزاً للصمود والتحدي، حيث يتجلى فيها مزيجٌ فريد من عراقة التاريخ وحيوية الحاضر، مهما اشتدت قسوة الظروف.

أمدرمان القديمة

اضغط هنا للانضمام لقروبات الواتس آب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى